أثر عاداتك الصباحية على عقلك وصحتك

جو بيكر

ترجمة: plantlikehuman.org

يحظى توقيت الصباحات بأهمية كبيرة لما له من دور في ضبط إيقاع النهار.

حيث يكمن بالعادات التي تتبناها فور استيقاظك سر يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صفاء ذهنك، ومستوى توترك، وإنتاجيتك العامة. سنستعرض في هذا المقال فوائد تأخير استخدام الشاشات والكافيين في الصباح الباكر، ونناقش نوع موجات الدماغ النشطة عند الاستيقاظ، وما يحدث فعليًا عند تفقد هاتفك فور فتح عينيك.

انتقال الدماغ بعد الاستيقاظ 

في بداية صحوتك، يمر دماغك بمرحلة انتقالية بين أنماط مختلفة من موجات الدماغ، وهي عملية تؤثر بشكل كبير على شعورك وأدائك خلال بقية اليوم.

١. موجات دلتا (0.5-4 هرتز): 

إذا كنت تستيقظ من نوم عميق، فإن دماغك يكون في حالة تهيمن عليها موجات دلتا، وهي أبطأ موجات الدماغ وترتبط عادة بالنوم العميق و المجدد للنشاط. ومع ذلك، فإن موجات دلتا تبدأ بالتلاشي بسرعة مع بدء الاستيقاظ.

٢.  موجات ثيتا (4-8 هرتز):  

بعد النوم العميق، ينتقل الدماغ غالبًا إلى موجات ثيتا، وهي مرتبطة بالنوم الخفيف والحالة الانتقالية بين النوم واليقظة. في هذه المرحلة قد تتعزز القدرة على الإبداع والحدس، مما يجعلها وقتًا خصبًا للأفكار العميقة و تفعيل الحدس و البصيرة.

٣. موجات ألفا (8-13 هرتز): 

مع زيادة اليقظة، تسيطر موجات ألفا. وترتبط هذه الموجات بحالة من الهدوء والاسترخاء مع الانتباه، وغالبًا ما تظهر أثناء التأمل أو لحظات التأمل الداخلي.

موجات بيتا (13-30 هرتز):  

بمجرد أن تبدأ بالتفكير النشط أو التخطيط أو حل المشكلات، تهيمن موجات بيتا. وهي موجات مرتبطة بالتركيز والانتباه والمهام العقلية، وتُعدّك لبدء يومك بنشاط.

الانتقال الطبيعي بين هذه الحالات من موجات الدماغ ضروري ليوم متوازن ومنتج. لكن هناك بعض العادات المحددة التي قد تعيق هذا الانتقال، مما يؤدي إلى زيادة التوتر وقلة التركيز.

لماذا يجب تجنب الشاشات فور الاستيقاظ من النوم؟

أحد العادات الشائعة التي يمكن أن تعيق الانتقال الطبيعي لموجات الدماغ في الصباح هو تفقد الهاتف مباشرة بعد الاستيقاظ. هذه العادة قد تكون ضارة لعدة أسباب:

١. التوتر والقلق: غالباً ما يكون هاتفك مليئا بالإشعارات، ورسائل البريد الإلكتروني، وتحديثات وسائل التواصل الاجتماعي، ما يغمر دماغك بكم هائل من المعلومات فجأة. هذا التدفق المفاجئ للمحفزات يمكن أن يثير التوتر والقلق، ويضعك في حالة من الاستعجال والتشتت قد تستمر طوال اليوم.

٢. اضطراب الدوبامين: يؤدي تفقد الهاتف إلى إفراز الدوبامين، وهو ناقل عصبي مرتبط بالشعور بالمتعة والمكافأة. وعلى الرغم من أن هذا الشعور قد يكون مُرضياً على المدى القصير، إلا أنه يمكن أن يخلق رغبة قوية في الحصول على المتعة الفورية، مما يصعب التركيز على المهام الأكثر أهمية مع تقدم اليوم. كما يزيد هذا من احتمال شعورك بالحاجة المستمرة لتفقد الهاتف طوال اليوم!

 ٣. ضعف الحضور الذهني

عندما تبدأ يومك بتصفح هاتفك، فإنك تنتقل من لحظة الحاضر إلى حالة من التفاعل التلقائي، مما يقلل قدرتك على ممارسة أنشطة واعية مثل التأمل، أو تمارين التمدد، أو حتى الاستمتاع بلحظة هادئة. وهذه الممارسات ضرورية لبدء يومك بشكل إيجابي ومقصود.

٤. إهمال الأولويات الشخصية: عندما تبدأ يومك بالانغماس في المشتتات الرقمية، فإنك تعطي الأولوية لمتطلبات العالم الخارجي على حساب رفاهك وأهدافك الشخصية. هذا يجعل من الصعب التركيز على ما هو مهم فعلاً، ويؤدي إلى يوم تقوده الضغوط الخارجية بدلًا من أن يكون منطلقاً من احتياجاتك الجسدية والعاطفية الحقيقية.

الوضع في حال تجنب تناول الكافيين في الصباح الباكر 

عادة أخرى شائعة في الصباح هي تناول الكافيين فور الاستيقاظ. رغم أن الكثيرين يتناولون فنجان القهوة مباشرة بعد النهوض من السرير، إلا أن تأجيل تناول الكافيين لمدة حوالي ٩٠ دقيقة يكون أكثر فائدة. إليك السبب:

١. تنظيم الكورتيزول: عند الاستيقاظ، ينتج جسمك بشكل طبيعي ذروة في هرمون الكورتيزول الذي يعزز اليقظة. تناول الكافيين في هذه الفترة قد يتداخل مع هذه العملية الطبيعية، مما يجعلك تعتمد أكثر على الكافيين للحصول على الطاقة ويقلل من فعاليته مع مرور الوقت.

٢. تعزيز فاعلية الكافيين: إذا انتظرت حتى تبدأ مستويات الكورتيزول في الانخفاض بشكل طبيعي، أي بعد نحو ٩٠ دقيقة من الاستيقاظ، فإن تناول الكافيين في هذا الوقت يمنحك دفعة طاقة أكثر فاعلية. هذا التوقيت يضمن أن يعمل الكافيين على تعزيز يقظتك بدلاً من أن يحل محل آليات الاستيقاظ الطبيعية في جسدك.

٣.  تقليل التعود:يمكن أن يخلق تناول الكافيين فور الاستيقاظ من النوم  دورة من التعود، حيث يبدأ الجسم في توقّع هذا المنشّط الخارجي لتوفير الطاقة. من خلال التأخير، تتيح لجسمك تنظيم مستويات طاقته بشكل طبيعي، مما يقلل من احتمالية الدخول في مشاكل الاعتماد على الكافيين.

٤. تجنب الانهيار في منتصف اليوم: استهلاك الكافيين فور الاستيقاظ قد يمنحك دفعة سريعة، لكنه غالبًا ما يتبعه انخفاض حاد في الطاقة لاحقًا خلال اليوم. بتأخير تناول الكافيين، يمكنك الحفاظ على مستويات طاقة أكثر استقرارًا طوال اليوم.

طريقة أفضل لبدء يومك 

لتحسين روتين الصباح وتهيئة نفسك ليوم ناجح، جرّب النصائح التالية:

 تأخير استخدام الشاشات: امنح نفسك ما لا يقل عن ٩٠ دقيقة بعد الاستيقاظ قبل تفقد الهاتف أو أي شاشة إلكترونية. استغل هذا الوقت في أنشطة تعزز الهدوء والتركيز، مثل التمدد، أو كتابة المذكرات، أو ببساطة الاستمتاع بكوب شاي في هدوء.

أجّل تناول الكافيين: يُفضل الانتظار لمدة ٩٠ دقيقة على الأقل بعد الاستيقاظ قبل شرب أول فنجان من القهوة. هذا يمنح الجسم وقتاً لإنتاج الكورتيزول بشكل طبيعي، مما يساعد على تنظيم مستويات الطاقة، ويجعل تأثير الكافيين لاحقاً في الصباح أكثر فاعلية.

مارس أنشطة تأملية: ابدأ يومك بأنشطة تساعدك على الانتقال بسلاسة عبر حالات موجات دماغك، مثل التأمل، أو التمارين الخفيفة، أو تناول فطور صحي. هذه الممارسات يمكن أن تحسن مزاجك، وتعزز تركيزك، وتضبط إيقاع جميل وإيجابي ليومك.

بإجراء تغييرات بسيطة في روتينك الصباحي، مثل: تجنب الشاشات وتأجيل تناول الكافيين، يمكنك دعم إيقاعات دماغك الطبيعية بشكل أفضل، وتقليل التوتر، وتحسين صحتك النفسية بشكل عام.

المصدر

شارك هذه التدوينة:
Facebook
Twitter
LinkedIn
Pinterest
Telegram

شاركنا تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

إرسال التعليق

استبانات قد تساعدك