جو بيكر
أرسل لي أحدهم بريداً إلكترونياً اليوم ليخبرني أن الاستخدام الأول للذكاء الاصطناعي حالياً هو العلاج النفسي والصحبة. ومن الواضح أنه كان في المرتبة الثانية في العام الماضي. و منطقيا فإنه سيكون جزءاً من مشهد العلاج النفسي بطريقة أو بأخرى.
و كشفت دراسة جديدة من جامعتي جنيف
وكشفت دراسة جديدة من جامعتي جنيف وبرن أن الذكاء الاصطناعي المتقدم، بما في ذلك التشات جي بي تي حقق ما نسبته ٨١٪ دقة على صعيد اختبارات الذكاء العاطفي متجاوزاً بكثير متوسط دقة البشر الذي يبلغ 56%
تختار أدوات الذكاء الاصطناعي باستمرار أفضل الاستجابات العاطفية في مواقف تتضمن الحزن أو القلق أو الإحباط، مما يُظهر إمكانياته في مجالات مثل التدريب، وحل النزاعات، وتطوير المهارات القيادية. و بيد أن الذكاء الاصطناعي قادر على تقديم توجيه عاطفي سريع وموثوق، إلا أن الباحثين يحذرون من أنه لا يزال يفتقر إلى التعاطف الحقيقي والإدراك الاجتماعي في الوقت المطلوب.
ربما يكمن التحدي لنا كمختصين، وكأصحاب مهنة، ليس فقط في كيفية دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أخلاقي ومفيد، بل في كيفية حماية وتعزيز تلك الصفات الإنسانية الدقيقة والتفاعلية التي يمنحها الحضور العلاجي. ليس لأن هذه الآلات تفتقر إلى الكفاءة، بل لأن البشر هم من يمنحون المعنى الحقيقي.
و تكمن تلبية الاحتياجات العاطفية الأساسية، في صميم و جوهر عملنا وهي احتياجات لا يمكن أن تُلبى بالمعلومة وحدها، مهما بلغت من الدقة أو السرعة، بل تُلبى من خلال التجربة الشعورية الحقيقية، ومن خلال الألفة، والثقة، والإحساس الصادق بأنك مرئي ومسموع. هذه ليست كماليات، بل هي جوهر كل علاج فعّال – بل وكل تعليم أيضًا. نعم، سيلجأ بعض الناس إلى الذكاء الاصطناعي كطريق مختصر، وقد يكون كافيًا لهم إلى حدٍ ما، لكن سيظل ٱخرون يتوقون إلى الاتصال الإنساني الحقيقي.
ربما تكمن مهمتنا المستمرة ليس في مقاومة الموج الجارف الذي لا يمكن إيقافه، بل في تعميق جوهر العمل الإنساني الذي نقوم به. أن نحضر بوعي حيث تسود السرعة، وأن نصغي بانسجام حيث توجد الدقة، وأن نُظهر التعاطف حيث تسود الحسابات. ليس لأن الذكاء الاصطناعي يُشكل تهديدًا، بل لأن حضورنا يُلبي احتياجات لا يمكن لأي تقنية أن تفي بها. وهذا ليس قصورًا في التكنولوجيا، بل هو القيمة الاستثنائية لكوننا بشرًا.
ترجمة:PlantlikeHuman.org